إنتحار أو ميلاد

اويت الى فراشي هذه الليلة لانعم بنومة هادئة بعد عناء يوم عمل شاق ولكن ذهبت محاولاتي لاستدراج النوم هباء , لم استطع النوم فصورتها ارتسمت في مخيلتي لا تريد ان تغادر وحوارها يرن صداه في اذني وترجعه ذاكرتي بذلك الصوت المخملي الهاديء الذي لا يخلو من نبرة حزن دفين , تقلبت على فراشي كثيرا حتى ملني الفراش ادركت لحظتها ان لا فائدة من محاولة النوم نهضت واخذت كتابا اتصفحه , لم افهم منه شيئا فقد كان ذهني مشوشا ,قارب النهار على الطلوع فراودتني فكرة ان اشهد الشروق على شاطيء البحر , لم اتردد في ذلك , ذهبت الى الشاطيء و ماذا ؟ !!! لقد وجدتها هناك ايضا , القيت عليها تحية الصباح وقلت لها هل تشهدين ميلاد النهار ايضا كما تشهدين انتحاره ؟ قالت : لا , بل اشهد مقتل الليل , في هذه اللحظة كانت خيوط النهار تتسلل ببطء لتغتال الليل وتبدد ظلمته اذهلني جوابها مرة اخرى كما اذهلني في السابق قالت : لا تندهش لقد فكرت في كلامك وجربت ليلة البارحة استدعاء ما هو جميل من ذكريات فادركت فعلا ان الليل صديق وهذا ما انساني النوم حتى هذه اللحظة فحزنت لانتهاء الليل وخرجت لاشهد منظر اغتياله ومن اليوم سوف لن اشهد لحظة انتحار النهار بل لحظة ميلاد الليل , احسست ان نبرة الحزن الذي في صوتها اخذت في التلاشي وان نبضا من الحيوية تدفق في وحهها ليجعلها اكثر جمالا وروعة من قبل , قلت لها : هل تسمحين ان نشهد معا ميلاد الليل كل يوم ؟ قالت : بكل سرور , وافترقنا على امل حضور لحظة ميلاد الليلة القادمة

*** بقلمي ***