11-16-2019, 09:52 AM | #11 |
| عضو متألق |
|
======== 21 ========
جاء القرآن يبين أن منهج محمد – صلى الله عليه و سلم – و منهج القرآن غير منهج الشعراء و منهج الشعر أصلاً . فإن هذا القرآن يستقيم على نهج واضح ، و يدعو إلى غاية محددة ، و يسير في طريق مستقيم إلى هذه الغاية . و الرسول – صلى الله عليه و سلم – لا يقول اليوم قولا ينقضه غداً ، و لا يتبع أهواء و انفعالات متقلبة . إنما يصر على دعوة ، و يثبت على عقيدة ، و يدأب على منهج لا عوج فيه . و الشعراء ليسوا كذلك . تتحكم فيهم مشاعرهم و تقودهم إلى التعبير عنها كيفما كانت . و يرون الأمر الواحد في لحظة أسود و في لحظة أبيض . يرضون فيقولون قولا ، و يسخطون فيقولون قولا آخر . ثم هم أصحاب أمزجة لا تثبت على حال . ======== 22 ======== إن في القرآن كنوزا ضخمة من الهدى و المعرفة و الحركة و التوجيه . و الإيمان هو مفتاح هذه الكنوز . و لن تفتح كنوز القرآن إلا بمفتاح الإيمان . و الذين آمنوا حق الإيمان حققوا الخوارق بهذا القرآن . فاما حين أصبح القرآن كتابا يترنم به المترنمون بآياته ، فتصل إلى الآذان و لا تتعداها إلى القلوب . فإنه لم يصنع شيئا . و لم ينتفع به أحد . لقد ظل كنزاً بلا مفتاح . |
|
11-16-2019, 09:56 AM | #12 |
| عضو متألق |
|
======== 21 ======== جاء القرآن يبين أن منهج محمد – صلى الله عليه و سلم – و منهج القرآن غير منهج الشعراء و منهج الشعر أصلاً . فإن هذا القرآن يستقيم على نهج واضح ، و يدعو إلى غاية محددة ، و يسير في طريق مستقيم إلى هذه الغاية . و الرسول – صلى الله عليه و سلم – لا يقول اليوم قولا ينقضه غداً ، و لا يتبع أهواء و انفعالات متقلبة . إنما يصر على دعوة ، و يثبت على عقيدة ، و يدأب على منهج لا عوج فيه . و الشعراء ليسوا كذلك . تتحكم فيهم مشاعرهم و تقودهم إلى التعبير عنها كيفما كانت . و يرون الأمر الواحد في لحظة أسود و في لحظة أبيض . يرضون فيقولون قولا ، و يسخطون فيقولون قولا آخر . ثم هم أصحاب أمزجة لا تثبت على حال . ======== 22 ======== إن في القرآن كنوزا ضخمة من الهدى و المعرفة و الحركة و التوجيه . و الإيمان هو مفتاح هذه الكنوز . و لن تفتح كنوز القرآن إلا بمفتاح الإيمان . و الذين آمنوا حق الإيمان حققوا الخوارق بهذا القرآن . فاما حين أصبح القرآن كتابا يترنم به المترنمون بآياته ، فتصل إلى الآذان و لا تتعداها إلى القلوب . فإنه لم يصنع شيئا . و لم ينتفع به أحد . لقد ظل كنزاً بلا مفتاح . |
|
11-18-2019, 09:41 AM | #13 |
| عضو متألق |
|
======== 23 ========
و قد جاء القرآن فطهر صفحات الرسل الكرام مما لوثتهم به الأساطير الإسرائيلية التي أضافوها إلى الثورة المنزلة .. كما صحح تلك الأساطير عن عيسى ابن مريم – عليه السلام . و هذا القرآن هو المهيمن على الكتب قبله الذي يفصل في خلافات القوم فيها ، و يحكم بينهم فيما اختلفوا فيه . ======== 24 ======== فالقرآن هو كتاب هذه الدعوة و دستورها و وسيلتها كذلك و قد أمر أن يجاهد به الكفار . و فيه وحده الغناء في جهاد الأرواح و العقول . و فيه ما يأخذ على النفوس أقطرها ، و على المشاعر طرقها . و فيه ما يزلزل القلوب الجاسية و يهزها هزا لا تبقى معه على قرار . و ما شرع القتال بعد ذلك إلا لحمية المؤمنين من الفتنة و ضمان حرية الدعوة بهذا القرآن . |
|
11-21-2019, 09:40 AM | #14 |
| عضو متألق |
|
======== 25 ========
و القرآن هو كتاب هذه الأمة الخالد ، الذي أخرجها من الظلمات إلى النور .. فأنشأها هذه النشأة ، و بدلها من خوفها أمنا ، و مكن لها في الأرض .. و وهبها مقوماتها التي صارت بها أمة ، و لم تكن من قبل شيئا . و هي بدون هذه المقومات ليست أمة و ليس لها مكان في الأرض و لا ذكر في السماء . فلا أقل من شكر الله على نعمت هذا القرآن بالاستجابة التامة . ======== 26 ======== و فيه من كل مثل .. و فيه من كل نمط من أنماط الخطاب .. و فيه من كل وسيلة لإيقاظ القلوب و العقول .. و فيه من شتى اللمسات الموحية العميقة التأثير . و هو يخاطب كل قلب و كل عقل و كل بيئة و كل محيط .. و هو يخاطب النفس البشرية في كل حالة من حالاتها و في كل طور من أطوارها . |
|
11-24-2019, 10:05 AM | #15 |
| عضو متألق |
|
======== 27 ========
القرآن كان دائماً في المعركة . سواء تلك المعركة الناشئة في القلوب بين تصورات الجاهلية و تصورات الإسلام ، و المعركة الناشئة في الجو الخارجي بين الجماعة المسلمة و أعدائها الذين يتربصون بها من كل جانب . لقد نزّل الله القرآن لينشئ حياة كاملة ، و يحركها ، و يقودها إلى شاطئ الأمان بين الأشواك و العثرات ، و مشقات الطريق ، التي تتناثر فيها الشهوات كما تتناثر فيها العقبات . و الله المستعان . ======== 28 ======== لقد كان القرآن بصدد إنشاء تصور خاص ، و نظام خاص ، و مجتمع خاص .. كان بصدد إنشاء أمة جديدة في الأرض ، ذات دور خاص في قيادة البشرية ، لتنشئ نموذجاً معيناً من المجتمعات غير مسبوق ، و لتعيش حياة نموذجية خاصة غير مسبوقة و لتقر قواعد هذه الحياة في الأرض و تقود إليها الناس . إن مادة القرآن التي يعمل فيها هي الإنسان ذاته : تصوره و اعتقاده ، و مشاعره و مفهوماته ، و سلوكه و أعماله ، و روابطه و علاقاته .. أما العلوم المادية و الإبداع في عالم المادة بشتى وسائله و صنوفه فهي موكولة إلى عقل الإنسان و تجاربه و كشوفه و فروضه و نظرياته . بما أنها أساس خلافته في الأرض ، و بما أنه مهيأ لها بطبيعة تكوينه . و القرآن يصحح له فطرته كي لا تنحرف و لا تفسد .. و يصحح له النظام الذي يعيش فيه كي يسمح له باستخدام طاقته الموهوبة له .. و يزوده بالتصور العام لطبيعة الكون و ارتباطه بخالقه ، و تناسق تكوينه ن و طبيعة العلاقة بين أجزائه – و هو أي الإنسان أحد أجزائه - . ثم يدع له أن يعمل في إدراك الجزئيات و الانتفاع بها في خلافته .. و لا يعطيه تفصيلات لأن معرفة هذه التفصيلات جزء من عمله الذاتي . |
|
11-25-2019, 10:03 AM | #16 |
| عضو متألق |
|
======== 29 ========
إن الحقائق القرآنية حقائق نهائية قاطعة مطلقة . أما ما يصل إليه البحث الإنساني – أيا كانت الأدوات المتاحة له – فهي حقائق غير نهائية و لا قاطعة ، وهي مقيدة بحدود تجاربه و ظروف هذه التجارب و أدواتها . فمن الخطأ المنهجي – بحكم المنهج العلمي الإنساني ذاته – أن نعلق الحقائق النهاية القرآنية بحقائق غير نهاية و هي كل ما يصل إليه العلم البشري . و الهزيمة الداخلية التي تخيل لبعض الناس أن العلم هو المهيمن و القرآن تابع . و من هنا يحاولون تثبيت القران بالعلم ، أو الاستدلال له من العلم . على حين أن القرآن كتاب كامل في موضوعه ، و نهائي في حقائقه . و العلم ما يزال في موضوعه ينقض اليوم ما أثبته بالأمس و كل ما يصل إليه غير نهائي و لا مطلق ، لأنه مقيد بوسط الإنسان و عقله و أدواته . ======== 30 ======== إن هذا القرآن ليس مجرد كلام يتلى .. و لكنه دستور شامل .. دستور للتربية ، كما أنه دستور للحياة العملية .. و من ثم فقد تضن عرض تجارب البشرية بصورة موحية على الجماعة المسلمة التي جاء لينشئها و يربيها .. و تضمن بصفة خاصة تجارب الدعوة الإيمانية في الأرض من لدن آدم – عليه السلام – و قدمها زاداً للأمة المسلمة في جميع أجيالها . تجاربها في الأنفس ، و تجاربها في واقع الحياة . كي تكون الأمة المسلمة على بينة من طريقها ، وهي تتزود لها بذلك الزاد الضخم و ذلك الرصيد المتنوع . |
|
11-27-2019, 10:14 AM | #17 |
| عضو متألق |
|
======== 31 ========
القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي . و رائدها الناصح . و أنه هو مدرستها التي تلقت فيها دروس حياتها . و أن الله – سبحانه – كان يربي به الجماعة المسلمة الأولى التي قسم لها إقامة منهجه الرباني في الأٍرض ، و ناط بها هذا الدور العظيم بعد أن أعدها له بهذا القرآن الكريم .. و أنه – تعالى – أراد بهذا القرآن أن يكون هو الرائد الحي الباقي بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه و سلم – لقيادة أجيال هذه الأمة و تربيتها .. وإعدادها لدور القيادة الراشدة الذي وعدها به ، كلما اهتدت بهديه ، و استمسكت بعهدها معه ، و استمدت منهج حياتها كله من هذا القرآن ، و استعزت به و استعلت على جميع المناهج الأرضية . و هي بصفتها هذه مناهج الجاهلية . ======== 32 ======== إن القرآن ليس كتاباً للتلاوة و لا للثقافة .. و كفى .. إنما هو رصيد من الحيوية الدافعة .. و إيحاء متجدد في المواقف و الحوادث .. و نصوصه مهيأة للعمل في كل لحظة متى وجد القلب الذي يتعاطف معه و يتجاوب ، و وجد الظرف الذي يطلق الطاقة المكنونة في تلك النصوص ذات السر العجيب . و إن الإنسان ليقرأ النص القرآني مئات المرات ثم يقف الموقف أو يواجه الحادث فإذا النص القرآني جديد ، يوحي إليه بما لم يوح من قبل قط .. و يجيب على السؤال الحائر ، و يفتي في المشكلة المعقدة و يكشف الطريق الخافي ، و يرسم الاتجاه القاصد .. و يفيء بالقلب إلى اليقين الجازم في الأمر الذي يواجهه ، و إلى الاطمئنان العميق . و ليس ذلك لغير القرآن في قديم و لا حديث . |
|
11-30-2019, 09:51 AM | #18 |
| عضو متألق |
|
======== 33 ========
إن القرآن حقيقة ذات كينونة مستمرة كهذا الكون ذاته . الكون كتاب الله المنظور . و القرآن كتاب الله المقروء . و كلاهما شهادة و دليل على صاحبه المبدع ، كما أن كليهما كائن ليعمل .. و الكون بنواميسه ما زال يتحرك و يؤدي دوره الذي قدره له بارئه . و القرآن كذلك أدى دوره للبشرية ، وما يزال هو هو و الإنسان ما يزال هو هو كذلك . و هذا القرآن هو خطاب الله لهذا الإنسان فيمن خاطبهم الله به . خطاب لا يتغير لأن الإنسان ذاته لم يتبدل خلقاً آخر .. و القرآن يخاطبه في أصل فطرته و في أصل حقيقته التي لا تبديل فيها و لا تغيير .. و يملك أن يوجه حياته اليوم و غداً لأنه معد لهذا ، بما أنه خطاب الله الأخير ، وبما أن طبيعته كطبيعة هذا الكون ثابتة متحركة بدون تبديل . فهو حادي الطريق و هادي السبيل على توالي القرون . |
|
12-11-2019, 09:50 AM | #19 |
| عضو متألق |
|
======== 34 ========
هذا القرآن لا يعلم المسلمين العبادات و الشعائر فحسب ، و لا يعلمهم الآداب و الأخلاق فحسب كما يتصور الناس الدين ذلك التصور المسكين .. إنما هو يأخذ حياتهم كلها جملة . و يعرض لكل ما تتعرض له حياة الناس من ملابسات واقعية .. و من ثم يطلب – بحق – الوصاية التامة على الحياة البشرية .. و لا يقبل من الفرد المسلم و لا من المجتمع المسلم أقل من أن تكون حياته بجملتها من صنع هذا القرآن و تحت تصرفه و توجيهه .. أي على وجه التحديد لا يقبل من الفرد المسلم و لا من المجتمع المسلم أن يجعل لحياته مناهج متعددة المصادر . و إلا فلا إيمان أصلا و لا إسلام . |
|
12-14-2019, 09:56 AM | #20 |
| عضو متألق |
|
======== 35 ========
لقد كان هذا القرآن ينشئ أمة جديدة . ينشئها من المجموعات المسلمة التي التقطها الإسلام من سفوح الجاهلية التي كانت تهيم فيها ، ليأخذ بيدها في المرتقى الصاعد إلى القمة السامقة ، و ليسلمها – بعد أن تكمل نشأتها – قيادة البشرية ، و يحدد لها دورها الضخم في هذه القيادة . و حينما بلغت تلك الجماعة هذا المستوى تفوقت في أخلاقها الفردية و الاجتماعية بقدر تفوقها في تصورها الاعتقادي على سائر أهل الأرض .. و عندئذ صنع الله بها في الأرض ما قدر أن يصنعه ، و أقامها حارسة لدينه و منهجه ، وقائدة للبشرية الضالة إلى النور و الهدى ، و أمينة على قيادة البشرية و إرشادها . |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هذا هو الإسلام ... يتبع . | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 45 | 11-22-2022 12:23 PM |
علم القرآن .... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 3 | 05-31-2020 05:57 AM |
لقد جاء هذا القرآن ... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 0 | 04-02-2020 08:54 AM |
من هو المحروم ؟ ... يتبع | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 16 | 10-04-2018 12:40 PM |
إعجازات القرآن | مجبورة | نفحات إسلامية | 4 | 05-14-2017 08:39 AM |