05-25-2019, 01:02 PM | #1 |
| عضو متألق |
|
و لقد علم الله أن الإنسان يحب ....
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين =================================== ======== { فللوالدين و الأقربين و اليتامى و المساكين و ابن السبيل } البقرة . و هو يربط بين طوائف من الناس . بعضهم تربطه بالمنفق رابطة العصب ، و بعضهم رابطة الرحم ، و بعضهم رابطة الرحمة ، و بعضهم رابطة الإنسانية الكبرى في إطار العقيدة . و لكن هذا الترتيب في الآية و الآيات الأخرى ، و الذي تزيده بعض الأحاديث النبوية تحديدا و وضوحا . عن جابر أن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال لرجل : " ابدأ بنفسك فتصدق عليها ، فإن فضل شيء فلأهلك ، فإن فضل شيء عن أهلك فلذي قرابتك ، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا و هكذا ... " ======== و لقد علم الله أن الإنسان يحب ذاته فأمره أولا بكفايتها و أباح له الطيبات من الرزق و حثه على تمتيع ذاته بها في غير ترف و لا مخيلة . فالصدقة لا تبدأ إلا بعد الكفاية و الرسول – صلى الله عليه و سلم – يقول : " خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ، و اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول " أخرجه مسلم . ======== و لقد علم الله أن الإنسان يحب - أول ما يحب – أفراد أسرته الأقربين .. عياله .. و والديه .. فسار به خطوة في الإنفاق وراء ذاته إلى هؤلاء الذين يحبهم ليعطيهم من ماله وهو راض ، فيرضي ميله الفطري الذي لا ضير منه بل فيه حكمة و خير .. و في الوقت ذاته يعول و يكفل ناسا هم أقرباؤه الأدنون ، نعم ، و لكنهم فريق من الأمة ، إن لم يعطوا احتاجوا .. و أخذهم من القريب أكرم لهم من أخذهم من البعيد . ======== و لقد علم الله أن الإنسان يمد حبه و حميته بعد ذلك إلى أهله كافة – بدرجاتهم منه و صلتهم به – فهم أفراد من جسم الأمة و أعضاء في المجتمع .. فسار به خطوة أخرى في الإنفاق وراء أهله الأقربين تساير عواطفه و ميوله الفطرية و تقضي حاجة هؤلاء و تقوي أواصر الأسرة البعيدة و تضمن وحدة قوية من وحدات الجماعة المسلمة مترابطة العرى وثيقة الصلات .. ======== و عندما يفيض ما في يده عن هؤلاء و هؤلاء – بعد ذاته – فإن الإسلام يأخذ بيده لينفق على طوائف من المجموع البشري يثيرون بضعفهم عاطفة النخوة و عاطفة الرحمة .. و في أولهم اليتامى الصغار الضعاف ، ثم المساكين ، ثم أبناء السبيل . ======== { و ما تفعلوا من خير فإن الله به عليم } عليم به .. عليم بباعثه ، و عليم بالنية المصاحبة له .. و هو إذن لا يضيع . فهو في حساب الله الذي لا يضيع عنده شيء ، و الذي لا يبخس الناس شيئا و لا يظلمهم ، و الذي لا يجوز عليه كذلك الرياء و التمويه . بهذا يصل بالقلوب إلى الأفق الأعلى ، و إلى درجة الصفاء و التجرد و الخلوص لله .. في رفق و في هوادة .. و هذا هو المنهج التربوي الذي يضعه العليم الخبير و يقيم عليه النظام الذي يأخذ بيد الإنسان كما هو و يبدأ به من حيث هو ثم ينتهي به إلى آماد و آفاق لا تصل إليها البشرية قط بغير هذه الوسيلة ،و لم تبلغ إليها قط إلا حين سارت على هذا المنهج في هذا الطريق . |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه ... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 1 | 11-22-2022 12:34 PM |
فلينظر الإنسان مم خلق ... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 0 | 11-20-2019 09:48 AM |
إن الإنسان خلق هلوعا .... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 4 | 01-27-2019 10:22 AM |
بحث عن مراحل خلق الإنسان | وسـام | تعليم وبحوث وكتب الألكترونية | 7 | 12-19-2011 12:05 AM |
لماذا أختاره الله ليعلم الإنسان دفن موتاه؟ | مـــــــلاذ | ثقافة | 5 | 11-17-2011 02:36 AM |