11-21-2021, 10:50 AM | #1 |
| عضو متألق |
|
فالصالحات قانتات حافظات للغيب ...
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد - صلى الله عليه و سلم - المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين . .================================= ======== { فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله } النساء . فمن طبيعة المؤمنة الصالحة ، ومن صفتها الملازمة لها ، بحكم إيمانها و صلاحها ، أن تكون قانتة مطيعة . القنوت : الطاعة عن إرادة و توجه و رغبة و محبة ، لا عن قسر و إرغام و تفلت و معاظلة . و من ثم قال : قانتات و لم يقل طائعات . لأن مدلول اللفظ الأول نفسي ، و ظلاله رخية ندية .. و هذا هو الذي يليق بالسكن و المودة و الستر و الصيانة بين شطري النفس الواحدة في المحضن الذي يرعى الناشئة ، و يطبعهم بجوه و أنفاسه و ظلاله و إيقاعاته . ======== و من طبيعة المؤمنة الصالحة ، أن تكون حافظة لحرمة الرباط المقدس بينها و زوجها في غيبته – و بالأولى في حضوره – فلا تبيح من نفسها في نظرة أو نبرة – بله العرض و الحرمة – ما لا يباح إلا له هو – بحكم أنه الشطر الآخر للنفس الواحدة . ======== و ما لا يباح ، لا تقرره هي ، و لا يقرره هو : إنما يقرره الله سبحانه : " بما حفظ الله " فليس الأمر أمر رضاء الزوج عن أن تبيح زوجته من نفسها – في غيبته أو في حضوره – ما لا يغضب هو له أو ما يمليه عليه و عليها المجتمع إذا انحرف المجتمع عن منهج الله . فعليها أن تحفظ نفسها " بما حفظ الله " . و التعبير القرآني لا يقول هذا بصيغة الأمر . بل بما هو أعمق و أشد توكيدا من الأمر . إنه يقول : إن هذا الحفظ بما حفظ الله ، هو من طبيعة الصالحات ، و من مقتضى صلاحهن . |
|
|
|