{{ ما بين النقد والإنتقاد }}

أولاً .. نعوذ بالله أن نكون من الشامتين أو الساخرين أو المستهزئين بالآخرين ..
وأن لا نجاهر ولا نشهّر بالخلُق الذميم,, فهي لا تليق بنا كمسلمين ..
فـ الله عز وجل يقول:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً
مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ )
فرب شامت اليوم مشموت منه في الغد ..
وكم من إنسان سخر من آخر فابتلاه الله بما في أخيه من عيب ..

أما بشأن ما تفضلت به أخي أبو سامي في هذا الطرح ..
فإذا كنت أرى بأنني لست كفؤاً للنقد وأن النقد سيسبب تدميراً أو تحطيماً
أو خطأً أعظم من الخطأ السابق فالتزامي الصمت هنا يكون أولى وأفضل ..

كما أرى بأن عدم التدقيق في توافه السلبيات والتغاضي والتغافل عنها
يقتلها في مهدها فلا تكبر ولا تتضخم ..
فلا ننتقد كل صغيرة ولا كل زلة عابرة ..

لكن إذا كانت تلك السلبيات لا ينبغي السكوت عنها وأن فيها إعوجاج
يجب أن نقيمه, وخطأ يجب أن نصححه, وكنت على يقين بأن نقدي
سيكون نقداً بناءً ومقبولاً لا يتسبب في جرح المشاعر, ولا الإساءة, ولا
الاستنقاص والتحطيم, وأيضاً كنت على يقين بأن نقدي مبني على أسس
صحيحة وعلمية بعيدة عن الأهواء والتعصب, هنا يجب أن أبدأ وأصحح
المفاهيم بهذه الطريقة البناءة منتقياً أعذب الألفاظ وأجملها وعلى درجة
كبيرة من التواضع والاحترام ..
فإن النقد إنما هو من باب النصيحة لا من باب السب والشتم والغيبة والمعاداة ..

فيجب أن لا نبخل بأسمى ما لدينا من أساليب وطرق محببة ومقبولة حتى
نصل إلى غايتنا في تغيير كل من يخالف الأخلاق والمنطق وتصدر منه
تصرفات يرفضها العقل والقلب ونصحح فكره واعتقاده ومفاهيمه المغلوطة
بالتمهيد وبالتي هي أحسن من غير معاداة, ولا تأنيب, ولا إيذاء, ولا تجريح ..

أعتقد والله أعلم بأن وراء هذا الطرح سبب أو موقف جعلك تحرص
على طرحه وأرجو أن أكون وفقت في تعقيبي ..

لك مني أجمل التحايا وفائق التقدير ..