تنهدات..

سر الإبداع دائما ًيكون في الروح الشفافة التي تحس وتشعر .. لا كما

يحس الآخرون ..

عمقت الأيام فيها كل معاني الألم والحرمان .. يكفي هذه الروح القليل

من الحزن والمعاناة لتنثر كل المشاعر والصور الحالمة التي مرت بها

تنثرها في سماء الإبداع غمائم هتانة برذاذ كثيف هادئ لا يثير القلق

[c ]بل يشعرك بالدفء وينقلك من ضجيج الحياة وصخبها إلى

[ce ]سكون التأمل والأمل ..

هذه الروح تريد الهروب من واقعها الذي شرخ حلمها الجميل وأفقدها

شيئاً من ذلك التوازن الذي يضمن للمرء البقاء واقفاً على قدميه ..

إنها تريد خلوة طويلة مع صورة جميلة كانت قد رسمتها في مخيلتها

وهي صغيره ، ثم لمستها بأطراف بنانها الغض وهي ناضجة لكنها

أسقطت من يدها فتهشمت .. إنها تريد استرجاع تلك الصورة الجميلة بما

فيها من ذكرى حالمة مع من أحبت بصدق وشعرت بوميض

الحنان والأمان يشع من عينيه ..

تريد فضاء واسعاً لتفجر فيه كل مشاعرها المحتقنة والمكبوتة في

داخلها منذ زمن طويل ..

تريد أن تتحرر من صمتها الطويل بدون صراخ يكشف ضعفها أمام الناس ..

هذه الروح تشعر أنها هُـزمت في الجولة الأولى من المواجهة مع الدهر ..

تريد أن تستقر وتهدأ وتطوي من حياتها صفحة مثقلة بالمواجهة

مع الأيام .. لكنها ترفض الهزيمة والانسحاب بصمت ..

لأن في داخلها أمل يجعلها تتشبث بالحياة .. تريد أن تصالحها لتعيد

لها بسمتها الغائبة وتحقق ذاتها من جديد كما كانت تحلم ..

إكليل الورد .. يبقى الإنسان إنساناً حياً سعيداً حتى ولو هجرته

البسمة إذا كان مبدعاً ..

ويعيش ميتاً تعيساً حتى ولو ملأت الدنيا ضحكاته وقهقهته إذا

فقد معنى الإبداع ..

أتمنى لك التوفيق .

وأرجو أن لا أكون زائراً جديداً ثقيلا عليكم .