![]() |
#1 |
| عضو متألق |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم المبعوث رحمة للعالمين و على آله و أصحابه أجمعين. =================================== ======== {و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون } الذاريات . و إن هذا النص الصغير ليحتوي حقيقة ضخمة هائلة ، من أضخم الحقائق الكونية التي لا تستقيم حياة البشر في الأرض بدون إدراكها و استيقانها . سواء كانت حياة فرد أم جماعة . أم حياة الإنسانية كلها في جميع أدوارها و أعصارها . ======== و إنه ليفتح جوانب و زوايا متعددة من المعاني و المرامي ، تندرج كلها تحت هذه الحقيقة الضخمة التي تعد حجر الأساس الذي تقوم عليه الحياة . هناك غاية معينة لوجود الإنس و الجن . تتمثل في وظيفة من قام بها و أداها فقد حقق غاية وجوده ، و من قصر فيها أو نكل عنها فقد أبطل غاية وجوده ، و أصبح بلا وظيفة ، و باتت حياته فارغة من القصد . فقد انفلت من الناموس الذي خرج به إلى الوجود ، و انتهى إلى الضياع المطلق ، الذي يصيب كل كائن ينفلت من ناموس الوجود الذي يربطه و يحفظه و يكفل له البقاء . ======== هذه الوظيفة المعينة التي تربط الجن و الإنس بناموس الوجود هي : العبادة لله أو العبودية لله . أن يكون هناك عبد و رب . و أن تستقيم حياة العبد كلها على أساس هذا الاعتبار . و من ثم يتجلى أن معنى العبادة التي هي غاية الوجود الإنساني أو التي هي وظيفة الإنسان الأولى أوسع و أشمل من مجرد الشعائر .. و أن وظيفة الخلافة في الأرض داخلة في مدلول العبادة قطعا . ======== و أن حقيقة العبادة تتمثل إذن في أمرين رئيسيين : الأول : هو استقرار معنى العبودية لله في النفس . أي استقرار الشعور على أن هناك عبدا و ربا . و أن ليس وراء ذلك شيء ، و أن ليس هناك إلا هذا الوضع و هذا الاعتبار . ليس في هذا الوجود إلا عابد و معبود ، و إلا رب واحد و الكل له عبيد . و الثاني : هو التوجه إلى الله بكل حركة في الضمير ، و كل حركة في الجوارح ، و كل حركة في الحياة . التوجه بها إلى الله خالصة ، و التجرد من كل شعور آخر ، و من كل معنى غير معنى التعبد لله . ======== بهذا و ذلك يتحقق معنى العبادة ، و يصبح العمل كالشعائر ، و الشعائر كعمارة الأرض ، و عمارة الأرض كالجهاد في سبيل الله ، و الجهاد كالصبر على الشدائد و بقدر الله .. كلها عبادة .. و كلها تحقيق للوظيفة الأولى التي خلق الله الجن و الإنس لها . عندئذ يعيش الإنسان في هذه الأرض شاعرا أنه هنا للقيام بوظيفة من قبل الله تعالى ، جاء لينهض بها فترة طاعة لله و عبادة له لا أرب له هو فيها ، و لا غاية له من وراءها ، إلا الطاعة .. و جزاؤها الذي يجده في نفسه من طمأنينة و رضى عن وضعه و عمله ، و من أنس برضى الله عنه ، و رعايته له . ثم يجده في الآخرة تكريما و نعيما و فضلا عظيما . |
![]() |
![]() |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عبادة الدعاء | مجبورة | نفحات إسلامية | 2 | 05-31-2020 06:14 AM |
تكاليف عبادة الطاغوت ... | ناصح أمين | نفحات إسلامية | 2 | 10-08-2019 02:33 PM |
الدعاء.. عبادة خالصة | مجبورة | نفحات إسلامية | 3 | 05-13-2017 12:12 AM |
عبادة وَ سعادة | ام سامح | نفحات إسلامية | 7 | 09-25-2016 10:57 PM |
الحب في الله.. { عبادة } | المـــــــــدشل | نفحات إسلامية | 14 | 06-09-2009 11:42 PM |